قَصِيدَة «رِثَاءِ الأَنْدَلُسِ»
وَمَطْلَعُهَا: «لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ»
لِلإمَامِ أَبِي الطَّيِّبِ، صَالِحٍ الرُّنْدِيِّ الْأَنْدَلُسِيِّ pdf
الإصدار الخامس (1443هـ=2021م)
نص القصيدة مكتوبة
1. | لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ و | *** | فَلَا يُغَرَّ بِطِيبِ الْعَيْشِ إِنْسَانُ و |
2. | هِيَ الْأُمُورُ كَمَا شَاهَدْتَهَا دُوَلٌ | *** | مَنْ سَرَّهُ و زَمَنٌ سَاءَتْهُ أَزْمَانُ و |
3. | وَهَـٰـذِهِ الدَّارُ لَا تُبْقِـي عَلَىٰ أَحَدٍ | *** | وَلَا يَدُومُ عَلَىٰ حَالٍ لَهَا شَانُ و |
4.
| يُمَزِّقُ الدَّهْرُ -حَتْمًا- كُلَّ سَابِغَةٍ | *** | إِذَا نَبَتْ مَشْـرَفِيَّاتٌ وَخِـرْصَانُ و |
5. | وَيَنْتَضِـي كُلَّ سَيْفٍ لِلْفَنَاءِ، وَلَوْ | *** | كَانَ (ٱبْنَ ذِي يَزَنٍ) وَالْغِمْدَ (غُمْدَانُ و) |
6. | أَيْنَ الْمُلُوكُ ذَوُو التِّيجَانِ مِنْ (يَمَنٍ)؟! | *** | وَأَيْنَ مِنْهُمْ أَكَالِيلٌ وَتِيجَانُ و؟! |
7. | وَأَيْنَ مَا شَادَهُ و (شَدَّادُ) فِي (إِرَمٍ)؟! | *** | وَأَيْنَ مَا سَاسَهُ و فِي (الْفُرْسِ)(سَاسَانُ و)؟! |
8. | وَأَيْنَ مَا حَازَهُ و (قَارُونُ) مِنْ ذَهَبٍ؟! | *** | وَأَيْنَ (عَادٌ) وَ(شَدَّادٌ) وَ(قَحْطَانُ و)؟! |
9. | أَتَىٰ عَلَىٰ الْكُـلِّ أَمْرٌ لَا مَرَدَّ لَـهُ و | *** | حَتَّىٰ قَضَوْا؛ فَكَأَنَّ الْقَوْمَ مَا كَانُوا |
10. | وَصَارَ مَا كَانَ مِنْ مُلْكٍ وَمِنْ مَلِكٍ؛ | *** | كَمَا حَكَـىٰ عَنْ خَيَالِ الطَّيْفِ وَسْنَانُ و |
11. | دَارَ الزَّمَانُ عَلَىٰ (دَارَا) وَقَاتِلِهِ ے([1])، | *** | وَأَمَّ (كِسْـرَىٰ)؛ فَمَا آوَاهُ إِيوَانُ و |
12. | كَأَنَّمَا الصَّعْبُ لَمْ يَسْهُلْ لَهُ و سَبَبٌ | *** | يَوْمًا، وَلَا مَلَكَ الدُّنْيَا (سُلَيْمَانُ و)!! |
13. | فَجَائِعُ الدَّهْرِ أَنْوَاعٌ مُنَوَّعَةٌ، | *** | وَلِلزَّمَانِ مَسَـرَّاتٌ وَأَحْزَانُ و |
14. | وَلِلْحَوَادِثِ سُلْوَانٌ يُسَهِّلُهَا([2])، | *** | وَمَا لِمَا حَلَّ بِالْإِسْلَامِ سُلْوَانُ و |
15. | دَهَىٰ (الْجَزِيرَةَ) أَمْرٌ لَا عَزَاءَ لَهُ و | *** | هَوَىٰ لَهُ و (أُحُدٌ) وَٱنْهَدَّ (ثَهْلَانُ و) |
16. | أَصَابَهَا الْعَيْنُ فِي الإِسْلَامِ؛ فَامْتُحِنَتْ([3]) | *** | حَتَّىٰ خَلَتْ مِنْهُ أَقْطَارٌ وَبُلْدَانُ و |
17. | فَاسْأَلْ (بَلَنْسِيَةً) مَا شَأْنُ (مُرْسِيَةٍ) ؟! | *** | وَأَيْنَ (شَاطِبَةٌ) أَمْ أَيْنَ (جَيَّانُ و) ؟! |
18. | وَأَيْنَ (قُرْطُبَةٌ) دَارُ الْعُلُومِ؛ فَكَمْ | *** | مِنْ عَالِمٍ قَدْ سَمَا فِيهَا، لَهُ و شَانُ و؟! |
19. | وَأَيْنَ (حِمْصُ) وَمَا تَحْوِيهِ مِنْ نُزَهٍ، | *** | وَنَهْرُهَا الْعَذْبُ فَيَّاضٌ وَمَلْآنُ و؟! |
20. | قَوَاعِدٌ كُنَّ أَرْكَانَ الْبِلَادِ؛ فَمَا | *** | عَسَـىٰ الْبَقَاءُ إِذَا لَمْ تَبْقَ أَرْكَانُ و |
21. | تَبْكِي الْحَنِيفِيَّةُ الْبَيْضَاءُ مِنْ أَسَفٍ؛ | *** | كَمَا بَكَىٰ لِفِرَاقِ الْإِلْفِ هَيْمَانُ و |
22. | عَلَىٰ دِيَارٍ مِنَ الْإِسْلَامِ خَالِيَةٍ | *** | قَدْ أَقْفَرَتْ([4])، وَلَهَا بِالْكُفْرِ عُمْرَانُ و |
23. | حَيْثُ الْمَسَاجِدُ قَدْ صَارَتْ كَنَائِسَ مَا | *** | فِيهِنَّ إِلَّا نَوَاقِيسٌ وَصُلْبَانُ و |
24. | حَتَّىٰ الْمَحَارِيبُ تَبْكِي-وَهْيَ جَامِدَةٌ- | *** | حَتَّىٰ الْمَنَابِرُ تَرْثِي -وَهْيَ عِيدَانُ و- |
25. | يَا غَافِلًا -وَلَهُ و فِي الدَّهْرِ مَوْعِظَةٌ-: | *** | إِنْ كُنْتَ فِي سِنَةٍ؛ فَالدَّهْرُ يَقْظَانُ و |
26. | وَمَاشِيًا مَرِحًا يُلْهِيهِ مَوْطِنُهُ و | *** | أَبَعْدَ (حِمْصٍ) تَغُرُّ الْمَرْءَ أَوْطَانُ و؟! |
27. | تِلْكَ الْمُصِيبَةُ أَنْسَتْ مَا تَقَدَّمَهَا، | *** | وَمَا لَهَا مَعَ طُولِ الدَّهْرِ نِسْيَانُ و |
28. | يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ الْبَيْضَاءُ رَايَتُهُ و، | *** | أَدْرِكْ بِسَيْفِكَ أَهْلَ الْكُفْرِ-لَا كَانُوا-([5]) |
29. | يَا رَاكِبِينَ عِتَاقَ الخَيْلِ ضَامِرَةً؛ | *** | كَأَنَّهَا فِي مَجَالِ السَّبْقِ عِقْبَانُ و |
30. | وَحَامِلِينَ سُيُوفَ (الْهِنْدِ) مُرْهَفَةً؛ | *** | كَأَنَّهَا فِي ظَلَامِ النَّقْعِ نِيرَانُ و |
31. | وَرَاتِعِينَ وَرَاءَ الْبَحْرِ فِي دَعَةٍ | *** | لَهُمْ بِأَوْطَانِهِمْ عِزٌّ وَسُلْطَانُ و |
32. | أَعِنْدَكُمْ نَبَأٌ مِنْ أَهْلِ (أَنْدَلُسٍ)؛ | *** | فَقَدْ سَرَىٰ بِحَدِيثِ الْقَوْمِ رُكْبَانُ و؟! |
33. | كَمْ يَسْتَغِيثُ بِنَا الْمُسْتَضْعَفُونَ([6]) -وَهُمْ | *** | قَتْلَـىٰ وَأَسْـرَىٰ-؛ فَمَا يَهْتَزُّ إِنْسَانُ و؟! |
34. | مَا ذَا التَّقَاطُعُ فِي الْإِسْلَامِ بَيْنَكُمُ و | *** | وَأَنْتُمُ و-يَا عِبَادَ اللهِ- إِخْوَانُ و؟! |
35. | أَلَا نُفُوسٌ أَبِيَّاتٌ لَهَا هِمَمٌ؟! | *** | أَمَا عَلَىٰ الْخَيْرِ أَنْصَارٌ وَأَعْوَانُ و؟! |
36. | يَا مَنْ لِذِلَّةِ قَوْمٍ بَعْدَ عِزِّهِمُ و | *** | أَحَالَ حَالَهُمُ و كُفْرٌ وَطُغْيَانُ و |
37. | بِالْأَمْسِ كَانُوا مُلُوكًا فِي مَنَازِلِهِمْ، | *** | وَاليَوْمَ هُمْ فِي بِلَادِ الْكُفْرِ عُبْدَانُ و |
38. | فَلَوْ تَرَاهُمْ حَيَارَىٰ -لَا دَلِيلَ لَهُمْ- | *** | عَلَيْهِمُ و مِنْ ثِيَابِ الذُّلِّ أَلْوَانُ و |
39. | وَلَوْ رَأَيْتَ بُكَاهُمْ عِنْدَ بَيْعِهِمُ و | *** | لَهَالَكَ الْأَمْرُ، وَٱسْتَهْوَتْكَ أَحْزَانُ و |
40. | يَا رُبَّ (أُمٍّ وَطِفْلٍ) حِيلَ بَيْنَهُمَا؛ | *** | كَمَا تُفَرَّقُ أَرْوَاحٌ وَأَبْدَانُ و |
41. | وَطِفْلَةٍ؛ مِثْلِ: حُسْنِ الشَّمْسِ إِذْ طَلَعَتْ([7])؛ | *** | كَأَنَّمَا هِيَ يَاقُوتٌ وَمَرْجَانُ و |
42. | يَقُودُهَا الْعِلْجُ لِلْمَكْرُوهِ مُكْرَهَةً، | *** | وَالْعَيْنُ بَاكِيَةٌ، وَالْقَلْبُ حَيْرَانُ و |
43. | لِمِثْلِ هَـٰـذَا يَذُوبُ الْقَلْبُ مِنْ كَمَدٍ | *** | إِنْ كَانَ فِي الْقَلْبِ إِسْلَامٌ وَإِيمَانُ و |
[1])) ضُبِطَتْ ( وَقَاتَلَهُ ) فِي« أَزْهَارِ الرِّيَاضِ ».
[2])) فِي« أَزْهَارِ الرِّيَاضِ »: )يُهَوِّنُـهَا).
[3])) فِي« أَزْهَارِ الرِّيَاضِ »: (فَارْتُزِئَتْ).
[4])) فِي« أَزْهَارِ الرِّيَاضِ »: (قَدْ أسْلَمَتْ).
[5])) الْبَيتُ سَاقِطٌ مِن « نَفْحِ الطِّيبِ ».
[6])) فِي« أَزْهَارِ الرِّيَاضِ »: (بَنُو الْمُسْتَضْعَفِينَ).
[7])) فِي«أَزْهَارِ الرِّيَاضِ»: ( وَطَفْلَةٍ؛ مِثْلِ: حُسْنِ الشَّمْسِ إِذْ بَرَزَتْ )، وَقَدْ ضُبِطَتْ لَفْظَةُ (طَفْلَةٍ) فِي «النَّفْحِ» وَ«الأَزْهَارِ »؛ بِفَتْحِ الطَّاءِ، لا بِكَسْرِهَا، ولمْ أتبيَّنْ مَعْنَاهَا.