[64]
تَحْمِيلُ
مَتْنِ « أُصُولُ السُّنَّةِ »
لِلإمَامِ أَبِي بَكْرٍ، عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الحُمَيْدِيِّ pdf
الإصدار الأول (1443هـ=2021م)
══════════════¤❁ـ✿ـ❁¤══════════════
* متابعة لسِلْسِلَتِي: « تَكْحِيلُ الْعُيُونِ؛ بِجَامِعِ الْمُتُونِ ».
- الكِتَابُ: « أُصُولُ السُّنَّةِ »
- المُؤَلِّفُ: الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ الحَافِظُ، شَيْخُ الحَرَمِ، أَبُو بَكْرٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ الحُمَيْدِيُّ الأَسَدِيُّ القُرَشِيُّ المَكِّيُّ (ت: 219هـ) - رحمه الله-، صاحب (المسند)، وشيخ البخاري.
- المُحَقِّقُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَــٰنِ، عَمْـرُو بْنُ هَيْمَـانَ بْنِ نَصْرِ الدِّينِ الْمِصْرِيُّ السَّلَفِيُّ.
- نَوْعُ الكِتَابِ: نَثْرٌ في العقيدة.
- عَددُ الصَّفْحَاتِ: 3.
- حَجْمُ المَلَفِّ: 1 ميجا.
- النَّاشِرُ: مَوْقِعُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَمْرِو بْنِ هَيْمَانَ الْمِصْرِيِّ
* قَالَ جَمَاعَةٌ ([1]): أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ، سَعْدُ اللَّهِ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَعِيدِ (ابْنِ الدَّجَاجِيِّ) الْبَغْدَادِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ - وَأَنَا أَسْمَعُ- بِـ(بَغْدَادَ)؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ، مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ (الْخَيَّاطُ) الْبَغْدَادِيُّ الْحَنْبَلِيُّ ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ (الْمُؤَدِّبُ) الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ (الصَّوَّافُ) الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، بِشْرُ بْنُ مُوسَى بْنِ صَالِحِ بْنِ شَيْخِ بْنِ عَمِيْرَةَ الْأَسَدِيُّ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عِيسَى الْحُمَيْدِيُّ المَكِّيُّ؛ قَالَ:
1. السُّنَّةُ -عِنْدَنَا-: أَنْ يُؤْمِنَ الرَّجُلُ بِالْقَدَرِ: خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَنْ يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ, وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، وَأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ قَضَاءٌ مِنَ اللَّهِ عز وجل.
2. وَأَنَّ الْإِيمَانَ: قَوْلٌ وَعَمَلٌ, يَزِيدُ وَيَنْقُصُ, وَلَا يَنْفَعُ قَوْلٌ إِلَّا بِعَمَلٍ, وَلَا عَمَلٌ وَقَوْلٌ إِلَّا بِنِيَّةٍ، وَلاَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّـةٌ([2]) إِلَّا بِسُنَّةٍ.
3. وَالتَّرَحُّمُ عَلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم كُلِّهِمْ، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل قَالَ: ( وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ ) [الحشر: 10]؛ فَلَنْ نُؤْمِنَ([3]) إِلَّا بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ.
* فَمَنْ سَبَّهُمْ([4])، أَوْ تَنَقَّصَهُمْ، أَوْ أَحَدًا مِنْهُمْ؛ فَلَيْسَ عَلَى السُّنَّةِ، وَلَيْسَ لَهُ فِي الْفَيْءِ حَقٌّ.
* أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ؛ أَنَّهُ قَالََ: «قَسَّمَ اللَّهُ تَعَالَى الْفَيْءَ؛ فَقَالَ:
( لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ ) [الحشر 8]؛ ثُمَّ قَالَ: ( وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ) [الحشر: 10] الْآيَةَ؛ فَمَنْ لَمْ يَقُلْ هَذَا لَهُمْ؛ فَلَيْسَ مِمَّنْ جُعِلَ لَهُ الْفَيْءُ ».
4. وَالْقُرْآنُ: كَلَامُ اللَّهِ.
* سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: «الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ، وَمَنْ قَالَ: (مَخْلُوقٌ)؛ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ، لَمْ نَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ هَذَا».
5. وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ؛ يَقُولُ: «الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ, وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ».
* فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ:«يَا أَبَا مُحَمَّدٍ .. لَا تَقُلْ: يَنْقُصُ»؛ فَغَضِبَ, وَقَالَ: «اسْكُتْ يَا صَبِيُّ؛ بَلْ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شَيْءٌ».
6. وَالْإِقْرَارُ بِالرُّؤْيَةِ بَعْدَ الْمَوْتِ.
7. وَمَا نَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ وَالْحَدِيثُ؛ مِثْلَ:
( وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ غُلَّتۡ أَيۡدِيهِمۡ ) [ المائدة 64],
وَمِثْلَ: ( وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ ) [الزمر :67],
وَمَاَ أَشْبَهَ هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ: لَا نَزِيدُ فِيهِ، وَلَا نُفَسِّرُهُ، نَقِفُ عَلَى مَا وَقَفَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ، وَنَقُولُ: ( ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ ) [طه :5]، وَمَنْ زَعَمَ غَيْرَ هَذَا؛ فَهُوَ مُعَطِّلٌ جَهْمِيٌّ.
9. وَأَنْ لَا نَقُولَ كَمَا قَالَتِ الْخَوَارِجُ: «مَنْ أَصَابَ كَبِيرَةً؛ فَقَدْ كَفَرَ».
10. وَلَا تَكْفِيرَ([5]) بِشَيءٍ مِنَ الذُّنُوبِ.
* إِنَّمَا الْكُفْرُ فِي تَرْكِ الْخَمْسِ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ»([6]).
* فَأَمَّا ثَلَاثٌ مِنْهَا؛ فَلَا تُنَاظِرْ تَارِكَهُ: (مَنْ لَمْ يَتَشَهَّدْ، وَلَمْ يُصَلِّ، وَلَمْ يَصُمْ)؛ لِأَنَّهُ لَا يُؤَخَّرُ شَيْءٌ مِنْ هَذَا عَنْ وَقْتِهِ، وَلَا يُجْزِئُ مَنْ قَضَاهُ بَعْدَ تَفْرِيطِهِ فِيهِ عَامِدًا عَنْ وَقْتِهِ.
* فَأَمَّا الزَّكَاةُ؛ فَمَتَى مَا أَدَّاهَا, أَجْزَأَتْ عَنْهُ, وَكَانَ آثِمًا فِي الْحَبْسِ.
* وَأَمَّا الْحَجُّ؛ فَمَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ، وَوَجَدَ السَّبِيلَ إلَيْهِ: وَجَبَ عَلَيْهِ, وَلَا يَجِبُ عَلَيْهِ فِي عَامِهِ ذَلِكَ حَتَّى لَا يَكُونَ لَهُ مِنْهُ بُدٌّ, مَتَى أَدَّاهُ, كَانَ مُؤَدِّيًا.
* وَلَمْ يَكُنْ آثِمًا فِي تَأْخِيرِهِ إِذَا أَدَّاهُ, كَمَا كَانَ آثِمًا فِي الزَّكَاةِ؛ لِأَنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ لِمُسْلِمِينَ مَسَاكِينَ, حَبَسَهُ عَلَيْهِمْ؛ فَكَانَ آثِمًا حَتَّى وَصَلَ إِلَيْهِمْ.
* وَأَمَّا الْحَجُّ؛ فَكَانَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ, إِذَا أَدَّاهُ؛ فَقَدْ أَدَّى, وَإِنْ هُوَ مَاتَ - وَهُوَ وَاجِدٌ مُسْتَطِيعٌ وَلَمْ يَحُجَّ-, سَأَلَ الرَّجْعَةَ إلَى الدُّنْيَا أَنْ يَحُجَّ.
* وَيَجِبُ لِأَهْلِهِ أَنْ يَحُجُّوا عَنْهُ, وَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مُؤَدِّيًا عَنْهُ, كَمَا لَوْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ؛ فَقُضِيَ عَنْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ.
تمت
(بِحَمْدِ اللهِ رَبِّنَا)([7])
[1])) مِثْلَ: الْإِمَامِ ابْنِ قُدَامَةَ فِي «ذَمِّ التَّأْوِيلِ» السَّلَفِيَّة: (ص: 24) الشَّارِقَة: (ص:22)، البَصِيرَة: (ص:30)، وَالْإِمَامِ الذَّهَبِيِّ فِي «تَذْكِرَةِ الْحُفَّاظِ» (2/ 3)، و«الْعُلُوِّ لِلْعَلِيِّ الْغَفَّارِ، فِي إِيضَاحِ صَحِيحِ الأخْبَارِ، وَسَقِيمِهَا» الْبرَّاك (2/1070)، أَشْرَف: (ص: 167)، الْقَيْسِيُّ: [74/أ].
[2])) فِي نُسْخَةِ (الظَّاهِرِيَّةِ): بِنِيَّةٍ.
[3])) هَكَذَا فِي نُسْخَةِ ابْنِ قُدَامَةَ بِـ(العُمَرِيَّةِ)؛ أَمَّا فِي نُسْخَةِ (الظَّاهِرِيَّةِ): فَلَمْ يُؤْمِنْ، وَلَا سَبِيلَ إِلَى قِرَاءَتِهَا فِيهِمَا بِالرَّاءِ؛ كَمَا فِي أُثْبِتَ فِي الْمَطْبُوعِ.
[4])) فِي نُسْخَةِ (الظَّاهِرِيَّةِ): يَسُبُّهُمْ.
[5])) هَكَذَا فِي نُسْخَةِ ابْنِ قُدَامَةَ بِـ(العُمَرِيَّةِ)؛ وَرَسْمُهَا قَرِيبٌ فِي نُسْخَةِ (الظَّاهِرِيَّةِ).
[6])) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ: «صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ» (1/ 11) ح (8)، «صَحِيحُ مُسْلِمٍ» (1/ 45) ح (16).
[7])) مَصْدَرُ الجُزْءِ: «مُسْنَدُ الْحُمَيْدِيِّ» ط: السقا- المأمون (2/357)، ط: الأعظمي: (2/546).
مَخْطُوطُهُ: الْعُمَرِيَّةُ بِرَقْمِ (272)،(1063) عام، نَسَخَهَا فِي صَفَر سَنَةَ (603هـ) أَبُو الْعَبَّاسِ، صَفِيُّ الدِّينِ، أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ الْقُرَشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ (ت:643هـ). «تَارِيخُ الْإِسْلَامِ»(14/432)، وَمَخْطُوطُهُ: الظَّاهِرِيَّةُ بِرَقْمِ (541) (1588)، نَسَخَهَا سَنَةَ (689هـ) أَبُو الْبَرَكَاتِ، شِهَابُ الدِّينِ، أَحْمَدُ بْنُ النّصيْرِ بْنِ نَبَا بْنِ سُلَيْمَانَ (ابْنِ الدُّفُوفِيِّ) الْمِصْرِيُّ الْمُقْرِئُ (ت:695 هـ). «مُعْجَمُ الشُّيُوخِ الْكَبِيرِ»(1/106)، «الْمُعَجْمُ الْمُخْتَصُّ بِالْمُحَدِّثِينَ»(ص: 43) «تَارِيخُ الْإِسْلَامِ» (15/ 805)؛ لِلذَّهَبِيِّ.